شرط التحكيم ومشارطة التحكيم في القانون الأردني

إن شرط التحكيم و مشارطة التحكيم في القانون الاردني هو أحد اسرع طرق حل النزاعات، فالتحكيم وسيلةً ناجعة وتعمل على تخفيف الأعباء على القضاة وتقلل من تكدس القضايا في المحاكم وهي أسرع أيضاً من المحاكم ولكنها طريقة أقل رسميةً وجديةً من القضاء، وقد نظّم القانون موضوع التحكيم لأنه موضوع مهم وحتى لا يتعسف أحد في استخدام هذا الحق، واشترط القانون في الاتفاق التحكيمي شروطاً معينة، وأعطاه أيضاً أشكالاً متنوعة، فما هو التحكيم؟ وما هي شروطه؟ وما الفرق بين شرط التحكيم ومشارطة التحكيم؟ سنتحدث عن التحكيم في مقالنا هذا.

علاء الدين ملحم

محامي


جدول المحتويات:

-      ما هو التحكيم؟

-      ما هي شروط التحكيم؟

-      ما هي صور/ أشكال التحكيم؟

-      ما هي المحكمة المختصة للحكم ببطلان

التحكيم أو تأييده؟


أولاً/ ما هو التحكيم؟

التحكيم هو إحدى وسائل تسوية المنازعات وملزم لأطرافها وهو اتفاق بمقتضاه يعهد إلى شخص أو أشخاص لا ينتمون إلى القضاء العادي مهمة الفصل في هذه المنازعات ([1])، يعني أن الأطراف تلجأ لمحكمين حتى يفصلوا بينهم بعيداً عن القضاء، واتفاق التحكيم هو اتفاق الأطراف سواء من الأشخاص الاعتبارية أو الطبيعية الذين يتمتعون بالأهلية القانونية للتعاقد على ان يُحيلوا إلى التحكيم جميع أو بعض النزاعات التي نشأت أو قد تنشأ بينهم بشأن علاقة قانونية محددة تعاقدية كانت أو غير تعاقدية ([2])، ينبغي الإشارة هنا إلى أن القانون تناول أن اتفاق التحكيم قد يكون قبل نشوء النزاع ويتم الاتفاق عليه كإجراء تنظيمي في حال الخلاف مستقبلاً، وقد يتفق الأطراف اتفاق التحكيم بعد نشوء النزاع وقبل اللجوء للمحكمة وقد يلجأ الأطراف للتحكيم بعد اللجوء للمحكمة وأثناء نظر النزاع ويختاروا التحكيم بدلاً من القضاء لسهولته ويسره وأجاز القانون ذلك للتخفيف من الضغط الكبير أمام القضاء بسبب كثرة النزاعات.


ثانياً/ ما هي شروط التحكيم؟

اشترط القانون في التحكيم عدة شروط وهي:

1.   الكتابة: اشترط القانون أن يكون اتفاق التحكيم مكتوباً وإلا كان الاتفاق باطلاً ([1])، واشتراط الكتابة وكيفيتها توسع فيها القانون فاعتبر أن هذا الشرط يتحقق في كتابة الشرط بوثيقة موقعة من الأطراف أو على شكل مخاطبات أو مراسلات ورقية أو الكترونية وأن هذه تعد بمثابة كتابة اتفاق التحكيم، وأيضاً عدّ القانون أن الاتفاق اللاحق لنشوء النزاع أثناء نظره أمام المحكمة يعد بمثابة اتفاق تحكيم مكتوب ويتم تحويل النزاع من المحكمة إلى هيئة التحكيم ([2]).

2.   أن يكون موضوع التحكيم فيما يجوز الصلح فيه ([3]) ومن المواضيع التي لا يجوز فيها الصلح فلا يجوز فيها التحكيم مسائل الأحوال الشخصية مثل حق الزوجة في النفقة والحضانة وغيرها، ولا يجوز التحكيم أيضاً في المسائل الجنائية لأنها تكون ناشئة عن حق المجتمع، وأيضاً في دعوى مخاصمة القضاة لا يجوز الصلح فيها لأن المساس بسمعة القضاة والقضاء يعني المساس بأهم الركائز الأساسية للمجتمع ويجب الفصل فيها قضاءً.

ثالثاً/ ما هي صور اتفاق التحكيم؟

اتفاق التحكيم كما أشرنا له سابقاً له عدة صور وأشكال

وأشهرها:

-      شرط التحكيم:

هو اتفاق أطراف علاقة قانونية معينة على إحالة أي نزاع مستقبلي ينشأ بينهما إلى

التحكيم من خلال إشارة صريحة إلى ذلك في نصوص العقد أو الاتفاقية التي تتضمن هذه

العلاقة القانونية ([1])

وأعطى القانون حماية لهذا لشرط لأهميته فيتمتع شرط التحكيم باستقلالية عن العقد

الذي نشأ فيه حتى لو بطل هذا العقد لا يبطل شرط التحكيم الوارد فيه إذا كان هذا

الشرط صحيحاً في ذاتها موافقاً شروط التحكيم ويتم في حال النزاع اللجوء للتحكيم ([2])،

يتم البدء بتطبيق شرط التحكيم باختيار الأطراف لهيئة التحكيم فقد يكون التحكيم

منفرداً بمحكم أو بهيئة يشترط أن يكون عددها وتراً، أي عدد فردي 3 محكمين أو 5

محكمين ومثل ذلك، وفي حال الخلاف يتم تقديم طلب لمحكمة الاستئناف لاختيار محكم

وبعد الاختيار وتبلغ الأطراف يتم البدء بجلسات التحكيم.

-      مشارطة التحكيم:

هو اتفاق أطراف علاقة قانونية معينة على إحالة أي نزاع ناشئ بينهما إلى التحكيم؛

فمشارطة التحكيم تكون بعد نشوء النزاع فيتفق أطرافه على أن يتوجهوا إلى التحكيم

لحلّه والفصل فيه ([3]) ويتم الاتفاق بينهما كتابةً عن طريق

ورقة منفصلة عن العقد المنشئ للعلاقة فيما بين الأطراف.

إذاً مما تم عرضه من صور

التحكيم يمكننا تحديد الفروق بين شرط التحكيم ومشارطة التحكيم، وهذه الفروق هي:

1.    وقت كتابة هذا الاتفاق: ففي شرط التحكيم

يتم كتابته مع نشوء الالتزام التعاقدي أو غير التعاقدي، أما في مشارطة التحكيم

فيتم كتابة هذا الاتفاق بعد نشوء الالتزام.

2.    النزاع موضوع التحكيم: في شرط التحكيم

يكون النزاع محتمل الوقوع مستقبلاً، أما في مشارطة التحكيم يكون النزاع قد وقع

فعلاً وتم الاتفاق على التحكيم قبل اللجوء للمحكمة المختصة ([4])

رابعاً/ ما هي المحكمة المختصة للحكم ببطلان التحكيم

أو تأييده؟

عند النزاع وعند اللجوء للتحكيم فقد نظم القانون

للإجراءات المختلفة التنظيم التحكيم من بدايته حتى نهايته وفي حال الخلاف نص

القانون على أنه يجب للأطراف اللجوء للمحكمة المختصة لحل هذه الإشكالية ثم إكمال

إجراءات التحكيم وحتى صدور قرار التحكيم، وحيث أن القانون أعطى لهيئة التحكيم سلطة

الفصل في النزاعات ولم يعطها سلطة لتنفيذ هذه القرارات فيتقرر اللجوء لمحكمة

التمييز لمراجعة قرار المحكمين والحكم إما بإعطائه صيغة التنفيذ وتأييده أو الحكم

ببطلانه والرجوع للتحكيم مرة أخرى، ويكون حكم محكمة التمييز مشمولاً بالتنفيذ ([5]).

المصادر والمراجع/

1.    محكم دولي، بحث التحكيم بدلاُ من التقاضي،

صفحة 3، مرسل إلى مؤتمر موريتانيا.

2.    المادة رقم 9 من قانون التحكيم وتعديلاته

لسنة 2001.

3.    المادة 10 من قانون التحكيم.

4.    المرجع السابق.

5.    المرجع السابق.

6.    مصعب القطاونة، اتفاق التحكيم شرط التحكيم

ومشارطة التحكيم، المدونة الشخصية على الانترنت مدونة

المحامي مصعب القطاونة | مختص في: قانون التحكيم .. قوانيين الملكية والحقوق

العينية .. الأوراق التجارية (lawjo.net)

7.    المادة 22 من قانون التحكيم.

8.    القطاونة، المرجع السابق.

9.    المرجع السابق رقم 1.

10. المادة رقم 34 من قانون التحكيم المعدل

رقم 16 لسنة 2018م.